كتبت بولين فاضل في “الأنباء”:
اعتاد اللبناني على مر أزمنة أزمات البلد أن يبلسم سريعا جراحه ويستجمع قواه ويمضي قدما في رحلة استعادة أوجه الحياة الطبيعية والملونة بمناسباتها ومحطاتها ومواسمها، وهو الذي لطالما قيل عنه انه «عييش» (يحب الحياة ويجيد عيشها) وسلوكيات الفرح والاحتفال تليق به.
ولعل جولة سريعة على مطاعم بيروت ومقاهيها هي كافية لتأكيد هذه المقولة، اذ يبدو اكتظاظها ظاهرا للعيان في موعد السحور وفي عطلة نهاية الأسبوع.
وفي هذا الإطار، يجمع المسؤولون في القطاع السياحي على أن العامل النفسي هو محرك أساسي في الاقتصاد خصوصا في الأسواق السياحية، ولو أن استعادة القدرة الشرائية والاستهلاكية يلزمها وقت.
وفي تقييم للنشاط المطعمي في بيروت، قال نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي خالد نزهة لـ «الأنباء»: «حركة الإفطارات في مطاعم العاصمة أفضل من حركة العام الماضي، فيما حركة السحور في المقاهي ممتازة جدا، لأن الناس يأتون على شكل مجموعات ويأخذون وقتهم في السهر».
وعن المطاعم والمقاهي في محيط مجلس النواب والمقفلة منذ أعوام، أكد أنها «لؤلؤة وسط بيروت والتشاور قائم بين نقابة المطاعم ومؤسسة سوليدير ومحافظ بيروت وبلديتها والقيمين على هذه المؤسسات لكي تأتي المطاعم على تنوع كبير، بحيث تعكس هويات مطبخية عدة، إلى جانب محاكاتها أكثر من ميزانية وقدرة شرائية».
وعما ينتظر مطاعم العاصمة في موسم الصيف المقبل، قال نزهة: «وسط بيروت سيتنفس من جديد، ونسبة حجوزات الوافدين إلى لبنان في الصيف تبشر بأن السياحة ستكون العلامة الفارقة في مسيرة انتعاش البلد وتعافيه، بعدما أيقن الجميع بأنها القطاع الأول الذي يقف وراء تحريك الاقتصاد».
وأكد أن «المطاعم من نوع الـ rooftop ستفتح بكثرة في الصيف المقبل، بعدما تعذر الأمر الصيف الماضي بسبب الحرب، ما يعني أننا مقبلون على أيام جيدة جدا».
ومع بدء عهد رئاسي جديد من عناوينه الرئيسية إعادة وصل ما انقطع مع محيطه العربي الطبيعي، يبدي القيمون على المؤسسات المطعمية تفاؤلا بعودة السياح العرب بأعداد كبيرة الى بيروت ووسطها المحبب اليهم، مؤكدين أن التعويل الأكبر هو على السائح العربي أكثر من الأجنبي لتكون الحركة في العاصمة أكثر من ممتازة، لاسيما أن مدة اقامة السائح العربي هي أطول من إقامة الأجنبي وإنفاقه بالتالي أكبر.
في أي حال، الواضح أن بيروت تتنفس اليوم من جديد بحركة أسواقها ومطاعمها وهي تنتظر أن يعود اليها في وقت ليس ببعيد زوارها من الخليج العربي الشقيق لتستعيد أيام العز، فينطبق على البلد مجددا وصفه ذات يوم من الرحابنة وفيروز بـ «بلد العيد».