مع نهاية الحرب العالمية الثانية، اتجهت قوات الحلفاء للانتشار باليابان التي خسرت الحرب وقبلت بشروط الحلفاء يوم 2 أيلول/سبتمبر 1945. إلى ذلك، واصلت هذه القوات الأجنبية تواجدها باليابان لسبع سنوات.
وخلال شهر نيسان/أبريل 1952، استعادت معظم أراضي اليابان استقلالها حيث اتجهت القوات الأميركية لمغادرة أغلب المناطق باستثناء مقاطعة أوكيناوا (Okinawa) التي قرر الأميركيون البقاء بها لنحو 20 عاما.
حالة احتقان بين الأميركيين واليابانيين
بحلول العام 1970، أعلن الأميركيون استعدادهم لمغادرة أوكيناوا بعد عامين. وفي الأثناء، شهدت السنوات الفارطة مواجهات عديدة بين القوات الأميركية وسكان أوكيناوا. وقد جاءت أبرز هذه الأحداث خلال شهر أيلول/سبتمبر 1970 عقب إقدام أحد العسكريين الأميركيين بدهس امرأة يابانية، من سكان أوكيناوا، بسيارته والفرار.
وعقب حادثة الدهس، تزايد الغضب الشعب بأوكيناوا ضد الوجود الأميركي حيث عبّر عدد كبير من الأهالي عن سخطهم من القانون الذي سمح للعسكريين الأميركيين، على أراضيهم، بالإفلات من العدالة والعقاب.

وفي حدود الساعة الواحدة ليلا قرب قاعدة كادينا الجوية بأوكيناوا يوم 20 كانون الأول/ديسمبر 1970، أقدم عدد من العسكريين الأميركيين، الذين كانوا في حالة سكر، على دهس مواطن ياباني. ومع استعدادهم للفرار من مكان الحادث، واجه هؤلاء الجنود عددا من سائقي سيارات الأجرة الغاضبين الذين كانوا حاضرين على الحادثة. وتدريجيا، تجمهر عدد كبير من اليابان بالمكان وباشروا بالهتاف ضد الأميركيين مطالبين الولايات المتحدة الأميركية بسحب قواتها من المنطقة.

أعمال عنف وانسحاب
تزامنا مع قدوم مزيد من القوات الأميركية بهدف إجلاء رفاقهم من المنطقة، تدفق نحو 700 ياباني نحو موقع الحادثة وباشروا بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة تجاه الأميركيين. وأمام هذا الوضع، دفعت اليابان بتعزيزات أمنية كبيرة نحو المنطقة لتتمكن من إجلاء الأميركيين. وفي الأثناء، اندلعت أعمال شغب كبيرة بأوكيناوا شارك بها ما يزيد عن 5 آلاف ياباني. وإضافة لإحراق السيارات وبعض المقرات التابعة للأميركيين، هاجم اليابانيون القاعدة الجوية الأميركية بأوكيناوا وتمكنوا من عبور البوابة الأولى لتندلع بذلك اشتباكات بينهم وبين القوات الأميركية.

أثناء هذه الاشتباكات، استخدم اليابانيون الزجاجات الحارقة، المعروفة بكوكتيل مولوتوف، وأضرموا النيران بعدد من البنايات والسيارات داخل القاعدة العسكرية الأميركية. فضلا عن ذلك، سحل المحتجون عددا من الجنود الأميركيين وأبرحوهم ضربا. وأمام هذا الوضع، لجأت القوات الأميركية لاستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.
في حدود الساعة السابعة صباحا، استتب الأمن مجددا بالمنطقة عقب تفريق المحتجين. وفي الأثناء، أسفرت هذه الأحداث عن إصابة المئات كان من ضمنهم نحو 60 أميركياً.

أثارت هذه الأحداث حالة من القلق في صفوف الأميركيين الذين تخوفوا من إمكانية خسارة حليف هام بالحرب الباردة. وبعد عامين، اتجهت الولايات الأميركية للوفاء بوعدها لتقدم منتصف شهر أيار/مايو 1972 على إعادة أوكيناوا للسلطة اليابانية بعد 27 عاما من الاحتلال.