كتبت لارا يزبك في “نداء الوطن”:
يستعدّ الجيش اللبناني للعب الدور الذي صودر منه منذ عقود، بعدما امتهنت جهات محلية تصويرَه بصورة العاجز والضعيف، بغرض حماية سلاحها غير الشرعي وتسويقِه على أنه العامل الأساس في الدفاع عن لبنان، خاصة في وجه الإسرائيلي وأطماعه.
تقول مصادر سيادية لـ “نداء الوطن”، لقد انكشفت قدرات هذا الفريق، وعلى رأسه “حزب الله”، الذي لم يتمكّن من حماية نفسه كي يحمي لبنان. البلاد دخلت عصراً جديداً بعد سلسلة التحوّلات الدراماتيكية التي عشناها في الأشهر الأخيرة، وأبرزها هزيمة “الحزب” عسكريّاً وسياسيّاً واتفاق وقف النار.
من الجنوب إلى الشرق والشمال
هذا الاتفاق ينصّ على جعل لبنان خالياً من السلاح إلا سلاح الشرعية، وتدريجيّاً، منذ انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية وتكليف نواف سلام تشكيل الحكومة، ينخرط الجيش اللبناني أكثر فأكثر، في تنفيذ بنود هذا الاتفاق، بإيعاز وإشراف من القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عون. لا يكتفي الجيش بالانتشار في القرى الحدودية، بل أيضاً يصادر السلاح غير الشرعي الموجود فيها. وكانت صورة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس حاملة صاروخاً صادره الجيش اللبناني خير دليل على ذلك.
أمّا على الحدود الشمالية والشرقية، ففَرَض تحدّ جديد نفسه منذ أيام، مع محاولة العصابات التي نشطت على خط التهريب بين سوريا ولبنان، على مر العقود الماضية، حمايةَ نفسها من التحوّلات في البلدين، وذلك بغطاءٍ مِن القوى الحزبية الناشطة في المنطقة، أي “حزب الله”، الذي لا يناسب إقفال الحدود واقعَ ترسانته المتهالكة. هنا أيضاً، كان الجيش اللبناني جاهزاً وفي المرصاد، حيث تحرّك بحزم لفرض الأمن وحماية الأرض وضبط الحدود وتولي مهمّة حفظ السيادة، بعد محاولة بعض العشائر وقوى الأمر الواقع، تجاوزَ دور المؤسسة العسكرية.
تفويض رسمي
تشير المصادر إلى أن الحكومة الجديدة ستطلق يد المؤسسة العسكرية بصورة أقوى، وستؤمّن لها التفويض والقرارَ السياسي اللذين تحتاجهما كي تُكمل، وبزخمٍ أكبر، ما بدأته في أيلول الماضي.
تضيف المصادر، لقد بات انتشار الجيش وحده كقوة مسلحة على مساحة الـ 10452 كلم مربع، وتنفيذُه القرارات الدولية واتفاقَ وقف النار، وإقفاله الحدود الشمالية والشرقية بإحكام في وجه كل أعمال التهريب، وجمع السلاح المتفلّت في المخيمات والمربعات الأمنية، مسألة وقت فقط.
أداء الجيش هذا، يدل على انخراط لبنان في مسار إعادة ترتيب الواقع الإقليمي، حيث لا ميليشيات أو أذرع عسكرية خاصة لإيران، لكن الأهم وفق المصادر، هو أنه سيسمح بقيام دولة فعلية في لبنان، وسيعزز موقفه في مواجهة إسرائيل التي تماطل في الانسحاب من الجنوب، وسيعزز مكانة لبنان بين الدول، بعد أن تحوّل إلى مصدر لتعكير أمن المنطقة وإلى جزيرة معزولة عن محيطها، في زمن حكم فريق الممانعة، تختم المصادر.