أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن “التحضيرات لتشييع الأمينين العامين لحزب الله السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، شبه مكتملة”، مشيرا إلى أن “الإجراءات المتخذة فعالة لضمان سير التشييع بشكل منظم، بغض النظر عن الظروف المناخية أو محاولات التهويل من أي طرف كان”.
وقال في حديث لـ”سبوتنيك”: “التشييع سيكون تاريخيا وغير مسبوق في لبنان والمنطقة العربية، من حيث الحضور الجماهيري الكبير الذي سيكون مشحونا بالعاطفة السياسية والتعبير عن الموقف والالتزام”.
أضاف: “شعار “إنا على العهد” سيكون عنوان التشييع، وهو تأكيد على التزام حزب الله بالمبادئ التي وضعها الأمين العام لحزب الله السابق السيد حسن نصرالله، على مستوى لبنان والمنطقة”.
وتابع: “النهج الذي رسمه السيد نصرالله سيستمر، وكل الإجراءات اتخذت لضمان أن يكون التشييع منظما ويليق بهذين القائدين الكبيرين”.
ولفت إلى “التعاون القائم مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، بما في ذلك الجيش وقوى الأمن الداخلي، لضمان نجاح العملية، وجميع التفاصيل المتعلقة بالتشييع قد تم إنجازها بشكل كامل لضمان مرور هذا اليوم التاريخي بسلاسة”.
وأكد أن “التشييع سيحمل رسالة تاريخية ويعكس الالتزام بنهج السيد نصرالله”، مشيرا إلى أن “هناك وفودا عديدة قادمة من الخارج، وأن التشييع سيجمع بين الحضور الشعبي والسياسي الرسمي”.
وقال: “لقد جهزنا كل ما يلزم لاستقبال الوفود القادمة، سواء من الداخل أو الخارج، ودعونا جميع من يجب دعوتهم لهذه المناسبة الوطنية والعربية والإسلامية. وجميع القادمين سيحظون بحفاوة استقبال كبيرة لأنهم سيحلون ضيوفا على السيد حسن نصرالله”.
اضاف: “صفحة السيد حسن نصرالله لا تطوى، والحزب سيواصل السير على نهجه ووصاياه التي وضعها لا سيما وأن حزب الله هو حزب ذو قيادة جماعية، فالأشخاص فيه لهم تأثير ودور، لكنه لا يتوقف على حياة هؤلاء الأشخاص، وهذا ما رسمه السيد نصرالله بنفسه”.
وأكد أن “حزب الله مستمر في مساره رغم فقدان العديد من قادته البارزين، مثل الشهيدين السيد عباس الموسوي والسيد هاشم صفي الدين، وكذلك السيد حسن نصرالله”.
وأوضح أن “القيادة الحالية، برئاسة الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، تواصل السير بذات النهج وبشكل فعال”، مشيرا إلى أن “الشيخ قاسم كان جزءا من القيادة الجماعية منذ البداية”.
وشدد على أن “الحزب لا يزال يلتزم بالقضايا العادلة والمحقة على المستويين المحلي والإقليمي، ويسعى لاستكمال العمل الذي بدأه تحت قيادة السيد نصرالله، حتى مع التحديات المستجدة بعد استشهاد الأخير”، مؤكدا أن “نهج حزب الله سيستمر في مواجهة الظروف الحالية، بما في ذلك التحديات الداخلية والخارجية، والحزب سيظل يعمل على تحقيق مبادئه التي وضعها مؤسسوه وقادته”.
وقال: “ان دماء القادة الشهداء مثل السيد حسن نصر الله والسيد هاشم، الذين استشهدوا دفاعا عن القضية الفلسطينية، تظل حية في الوجدان اللبناني. وان تضحيات هؤلاء القادة كانت من أجل الدفاع عن المظلومين، وعن الخيار الاستشهادي في مواجهة العدوان الإسرائيلي، مما أضفى طابعا أخلاقيا وروحيا على القضية التي يسعى حزب الله لتحقيقها”.
أضاف: “المقاومة ليست فقط خيارا عسكريا، بل هي خيار وطني من أجل تحرير الأرض والحفاظ على السيادة. وحزب الله لن يتخلى عن سلاحه طالما أن هناك احتلالا في الجنوب وكل نقطة من الأراضي اللبنانية”.
أضاف: “الحزب اليوم استطاع ترميم الخسائر التي لحقت به على الصعيدين التنظيمي والميداني، وأعاد بناء هيكليته القيادية بشكل يتناسب مع حجمه ومتطلبات المرحلة المقبلة، كما أن جمهوره أصبح أكثر ارتباطا به من أي وقت مضى، وهو ما تجلى في التوافد الكبير للأهالي إلى قراهم بعد وقف إطلاق النار، حيث تحدوا آلة الحرب الإسرائيلية”.
وتابع: “كما أن حزب الله لا يزال حاضرا وقويا في المشهد السياسي، رغم التغيرات في التوازنات السياسية المحلية، ونحن نرتبط بالقوى السياسية الأخرى، ولكن في ما يتعلق بانتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة، أخذنا دورنا بما يتماشى مع مصلحة بلدنا وبما يعكس جزءا من تطلعاتنا المستقبلية، فقد كنا مشاركين أساسيين في العملية السياسية، ومن دون دورنا لم يكن من الممكن إعادة إنتاج هذه السلطة، مهما كانت الآراء المختلفة داخلها، فنحن شركاء في هذه العملية السياسية”.
وأردف: “ان الضغوط التي يتعرض لها الحزب في الوقت الراهن هي جزء من المواجهة المستمرة مع العدو الإسرائيلي، وهي استكمال للحرب التي لم تحقق أهدافها الكاملة”.
وقال: “العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي دعمته الولايات المتحدة الأمريكية، كان يهدف إلى القضاء التام على حزب الله وجعل بيئة المقاومة عاجزة عن الوقوف على قدميها”.
اضاف: “الميدان لم يحقق لإسرائيل ما تريده، مما دفعها إلى محاولة فرض حصار وعزل على الحزب، إلى جانب محاولات التشويه والضغط على الناس. وهذه الضغوط، بذل حزب الله جهودا مستمرة للخروج منها، وتمكن من تخفيف أثرها بشكل كبير لا سيما في المرحلة الأولى من الإيواء وإعادة ترميم الأضرار التي لحقت بالمواطنين اللبنانيين”.
وتابع: “الأضرار كانت كبيرة وآثارها واضحة، لكن الحزب تمكن من استيعاب المرحلة الأولى من الأزمة بفضل الجهود المبذولة، وهذا ما يعكس قدرته على التكيف مع التحديات”.
واردف: “البيئة التي يعمل فيها حزب الله قدمت تضحيات كبيرة، حيث تضم عائلات شهداء وجرحى ومقاومين، إلى جانب جمهور واسع يظل متمسكا بالمقاومة ويشعر اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجته إلى دورها، خصوصا في مواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهها لبنان”.
وأكد فضل الله أن “الحزب لم يخرج من الحرب الإسرائيلية أضعف، ورغم التحديات والخسائر التي تعرض لها بقي قويا وحاضرا في الساحة”.
وقال: “نعم، حزب الله تعرض لضربات قاسية وخسائر كبيرة، وكان من أبرزها استشهاد أمينه العام ورمزه التاريخي، وهذه خسارة كبيرة على كافة الصعد. هذه الخسارة كانت مؤلمة، ولكنها لم تؤثر في عزيمة الحزب أو حضوره الفعلي في الساحة، والحزب لم يهزم وانتصاره يكمن في البقاء موجودا وحاضرا ومحتضنا من شعبه. لقد خرج من الحرب منتصرا من ناحية الرمزية والشعبية، مقارنة بالأهداف التي كانت وراء الحرب، رغم الاختلاف بين هذه الحرب وحرب 2006”.
وشدد فضل الله على أن “قوة حزب الله وحركة أمل تكمن في تمثيلهما الشعبي الواسع، حيث تفرز الانتخابات الحقيقية الحجم الفعلي لكل طرف”. وقال: “لبنان هو بلد يفرز الأحجام الحقيقية عبر الانتخابات، وهذه الانتخابات هي التي تعكس التمثيل الشعبي بشكل دقيق”.
أضاف: “في موضوع التكليف، هناك لغط حصل في الإعلام، فالحزب وحركة أمل اتخذا موقفا مشتركا بعدم التسمية، ثم أجريا حوارا مع رئيس الحكومة وشاركا فيها كجزء من العملية السياسية. ان المشاركة في الحكومة أو ممارسة الضغط سواء في موضوع التكليف أو التسمية هو جزء من العملية السياسية الجارية في لبنان”.
ورفض “محاولات تصوير الوضع من قبل البعض كعلامة ضعف”، معتبرا أن “هؤلاء مشتبهون، والأيام ستبين من هو الذي يمثل هذه الشريحة الكبيرة من اللبنانيين والانتخابات هي التي ستفرز حقيقة التمثيل، ولكن حزب الله هو أكبر حزب شعبي في لبنان، وربما هو أكبر حزب في المنطقة العربية”.
وفي ما يتعلق بالتحريض الإسرائيلي، قال: “هناك أدوات داخلية تستجيب لهذا التحريض، من خلال بث الأحقاد والضغائن بين فئات الشعب اللبناني”.
وأكد “أهمية الحفاظ على السلم الأهلي وعدم تحويل الخلافات السياسية إلى فتن داخلية”، مشيرا إلى أنه “رغم المحاولات المستمرة للتحريض، إلا أن الشعب اللبناني متماسك بوعيه وحكمته، وحزب الله يبذل كل جهده للحفاظ على استقرار البلد والتصدي لهذه المحاولات”.
وفي ما يخص ملف إعادة الإعمار، شدد فضل الله على “أهمية تقسيم الملف إلى قسمين رئيسيين: الأول يتضمن إعادة إعمار البنية التحتية الأساسية مثل الكهرباء والاتصالات على المستوى الوطني، وهو مشروع كان بدأ قبل العدوان الإسرائيلي على لبنان”.
وقال: “هذا المشروع يتطلب إصلاحات اقتصادية لتقديم مساعدات بناءة للاقتصاد اللبناني، وهو أمر لا يعارضه حزب الله شرط أن تكون الإصلاحات تصب في مصلحة المواطنين. أما القسم الثاني من الملف، فيتعلق بتدمير العدوان الإسرائيلي للعديد من المنازل والمرافق في لبنان، وهو أمر يجب أن يتم التعامل معه بشكل منفصل عن القضايا السياسية والإصلاحية”.
أضاف: “حزب الله يطالب بأن تتم إعادة الإعمار فورا، دون أي تأخير أو ربط بقضايا سياسية أخرى، والمال الذي يأتي من الدول المانحة يجب أن يصل مباشرة إلى المواطنين المتضررين من العدوان، وفقا للقرارات الحكومية المتخذة”.
وتابع: “أي ربط بين ملف إعادة الإعمار وأي قضايا أخرى قد يؤدي إلى تأخير طويل، مما يضر بالمواطنين ويؤدي إلى مشكلات كبيرة، فلا يمكن للمواطن أن ينتظر سنوات لإعادة إعمار منزله. وفي حال كانت الدول المانحة تريد تقديم مساعدات للاقتصاد اللبناني، فهذا موضوع منفصل ويجب أن يتم بعيدا عن ملف إعادة الإعمار الذي دمره العدو الإسرائيلي”.
وحذر من “محاولات ربط ملف إعادة الإعمار بالسياسات الداخلية أو الضغوط السياسية”، معتبرا أن “هذا الأمر قد يخلق مشاكل داخلية في لبنان لا حاجة لها”، مشددا على أن “الهدف الأساسي هو إعادة إعمار لبنان، وليس استخدام هذه القضية في السياسة ومن الضروري أن تنجح الحكومة في التعامل مع هذا الملف بشكل إيجابي يعكس رغبة الشعب اللبناني في البناء والتعافي”.
وقال: “ان ملف إعادة الإعمار في لبنان هو ملف أخلاقي لا يجوز استخدامه لأغراض سياسية أو لتحقيق مكاسب شعبية. واللبنانيون خصوصا في المناطق المتضررة، قدموا تضحيات كبيرة في الحرب، والهدف الأساسي هو إعادة المواطنين إلى بيوتهم بعزة وكرامة، بعيدا عن أي استثمار سياسي”.
اضاف: “الجمهورية الإسلامية في إيران عرضت مساعدات على الحكومة اللبنانية، ولا تزال مستمرة في تقديم هذا العرض، وفي حال رفضت الحكومة اللبنانية، فإيران تكون قدمت عرضها، لكن حزب الله من جانبه قام بخطوات كبيرة في مجال الإيواء وترميم الأضرار، وهو جزء من المساعدة التي قدمتها إيران للبنان”.
وأعلن ان “محاولات الحصار التي تم فرضها على لبنان لم تفلح في منع وصول المال المخصص لإعادة الإعمار”، مؤكدا أن “المال قد وصل بالفعل وسيتم دفعه وفقا للالتزامات التي تم التعهد بها”، لافتا الى أن “المرحلة الأولى من ملف الإيواء وإعادة الإعمار تسير بشكل طبيعي، وأن الحزب يلتزم بمتابعة هذا الملف حتى إنجازه وسيتم الإعلان عن أي مشكلة قد تطرأ في هذا الملف بشفافية”.
وعن التواصل الدولي، قال: “الدول عادة ما تتواصل مع الحكومة اللبنانية وليس مع جهات أخرى. والحديث عن تواصل بعض الدول مع رئيس مجلس النواب نبيه بري قد يكون صحيحا، ولكن من موقعه كرئيس مجلس نواب ومعني بقضايا الجنوب والبقاع والضاحية، وهي المناطق التي تضررت بشكل كبير”.
أضاف: “في مشروع الإيواء والترميم، لم يتم الوقوف عند أي حدود جغرافية أو طائفية، بل كان الموضوع متعمدا ليعكس اهتماما وطنيا عاما”.
وعما حصل مع الطائرة الإيرانية، قال فضل الله: “كل سياسي في لبنان، سواء كان في موقع رسمي أو غير رسمي، يعبر عن مواقفه بالطريقة التي يراها مناسبة وموقف حزب الله تجاه القضايا الداخلية واضح ولا يتأثر بالضغوطات الخارجية”.
اضاف: “العدو الإسرائيلي، من خلال الجانب الأمريكي، أبلغ الحكومة اللبنانية بأنه “إذا هبطت الطائرة في المطار، سيقومون بقصف المدرج”. لقد وجدنا أن هناك خضوعا لهذا المنطق الإسرائيلي وهذا أمر خطير، لأنه لا يتعلق بحزب الله فقط، بل بمسألة سيادة لبنان ومستقبله، والخضوع لهذا النوع من التهديدات يفتح الباب أمام إسرائيل لفرض المزيد من الشروط على لبنان، مما يهدد سيادته”.
وتابع: “من يأخذ القرار في لبنان؟ هل هو الجانب الإسرائيلي أم الجانب اللبناني؟ نحن طالبنا الحكومة بأن تكون مبادرة في اتخاذ القرار، خصوصا وأنها حكومة جديدة تتحدث عن سلطة الدولة والإجراءات التي تنوي اتخاذها، ونحن جزء من هذه الدولة”.
وأردف: “حزب الله كان يتوقع من الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها، وأن تواجه هذا التهديد الإسرائيلي بالإصرار على السماح للطائرة الإيرانية، أو أي طائرة تقررها الدولة اللبنانية، بالهبوط دون الخضوع لأي رد فعل إسرائيلي. من خلال هذا الموقف، نضع حدا لهذا الانتهاك الخطير للسيادة اللبنانية”.
وقال: “ان خضوع لبنان لأي شرط إسرائيلي سيؤدي إلى مزيد من الضغوط في المستقبل، وهو ما يرفضه حزب الله بشدة، والحزب يعبر عن رفضه لهذه الممارسات عبر وسائل الإعلام والسياسة والمشاركة الشعبية، إلا أنه في الوقت نفسه لا يريد تحويل هذه الأزمات إلى مشاكل داخلية لبنانية”.
أضاف: “نحن حاولنا أن نخرج هذا الملف من دائرة المشكلة الداخلية لكي يكون لبنان موحدا في مواجهة العدو الإسرائيلي، ولا ينبغي لأي طرف في السلطة اللبنانية أن ينصاع لهذه الأوامر الإسرائيلية، فهذا الأمر يعتبر خطأ كبيرا وله انعكاسات سلبية على صورة لبنان والدولة وقرارها المستقل”.
وأعلن أن “الحزب عندما يحتاج إلى تحرك سلمي في الشارع، فإنه يتحرك بعنوانه وبإسمه، وهو يفضل متابعة قضايا مثل هذه من خلال القنوات الرسمية، خصوصا وأنه موجود في الحكومة وسيتابع هذه المواضيع داخل المؤسسات الرسمية”، مؤكدا أن “القرار النهائي سيأخذه لبنان من خلال مؤسساته”، مشيرا الى أن “الشارع والضغط الإعلامي أو السياسي هدفهما أن تدفع الحكومة لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب”.
وقال: “هذا الموضوع لن يغلق وستتم متابعته عبر القنوات المناسبة التي يحددها حزب الله في التوقيت المناسب، سواء كان ذلك من خلال الحكومة أو الشارع أو المجلس النيابي وكل تحرك له ظروفه الخاصة المرتبطة بالموضوع، ونحن سنواصل العمل لتحقيق ما نراه مناسبا للبنان”.
اضاف: “ملف الخطوط الجوية بين لبنان وإيران تمت مناقشته مع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، حيث تم تقديم وعود معينة بشأنه. ان حجم الضعف في القرار الرسمي أدى إلى استمرار تعليق هذه الخطوط الجوية، مما ينعكس سلبا على الحكومة والسلطة في لبنان”.
أضاف: “نحن نريد أن تنجح الحكومة والسلطة في مواجهة هذه الضغوط من أجل تقديم صورة إيجابية للبنانيين عن أن الدولة قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة وتعزيز سيادتها”.
وعن العلاقة مع الجيش اللبناني، قال فضل الله: “الحزب نسق مع الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية عندما دعا إلى الاعتصام على طريق المطار، وأبلغها بشكل رسمي نية تنفيذ الاعتصام، وحدث تصرف غير مبرر من بعض عناصر الجيش الذين قاموا برمي قنابل مسيلة للدموع على المعتصمين بشكل مفاجئ، وتمت معالجة هذا الأمر مع قيادة الجيش”.
وأشاد بـ”التنسيق العالي بين حزب الله والجيش في الجنوب، فقد كان جنوده يسهلون الأمور للمواطنين لا سيما وأن الجيش قادر على القيام بالإجراءات الأمنية للكشف عن المخلفات العدوانية وتسهيل شؤون المواطنين”، مؤكدا أن “أي محاولات للتفرقة بين المقاومة والجيش ستبوء بالفشل”.
وقال: “هذا مشروع قديم منذ التسعينيات، حيث كانت هناك محاولات لإيقاع الفتنة بين الجيش وأهله، لكننا نمتلك الوعي والحكمة في لبنان لرفض هذه المحاولات، والجيش اللبناني هو جيش الشعب، وإذا كان لدى الحزب أي ملاحظات، فيعبر عنها بشكل مباشر للجيش مع الحرص على مصلحة الجيش وحمايته”.
أضاف: “المشكلة التاريخية في لبنان هي أن السلطة السياسية لم تبن جيشا قادرا على حماية الحدود، مما دفع اللبنانيين لإنشاء مقاومات قبل ظهور حزب الله الذي يواصل التنسيق والتعاون مع الجيش اللبناني، وسيبقى على هذا الموقف الثابت مهما كانت التحديات أو محاولات التحريض من هنا وهناك”.
وتطرق فضل الله الى البيان الوزاري، مشيرا الى أنه “يتناول قضيتين رئيسيتين: أولا، القضايا المتعلقة بالاحتلال الإسرائيلي والاعتداءات على لبنان، وثانيا، الشق المتعلق بالحكومة نفسها والبيان الوزاري”، مؤكدا دعمه الكامل للموضوع الأول لجهة التحرك الرسمي الذي قامت به الرئاسات الثلاث في لبنان بشأن الاحتلال الإسرائيلي”.
وقال: “حزب الله يؤيد الموقف الذي يهدف إلى إخراج العدو الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة. وإذا استطاع لبنان أن يحقق هذا الهدف، فهذا سيكون أمرا جيدا. هناك ثلاث نقاط رئيسية ينبغي على الدولة اللبنانية التركيز عليها في هذا السياق: خرق السيادة اللبنانية، والقصف الإسرائيلي المتكرر، والاغتيالات، إضافة إلى قضية الأسرى اللبنانيين في سجون الاحتلال”.
أضاف: “حزب الله سيكون جزءا من الحكومة وسيعمل على النقاط التي تضمنها البيان الوزاري. هناك شقان مهمان أريد الحديث عنهما، ومستعد للتعليق عليه خلال جلسة الثقة في البرلمان”.
وتابع: “في لبنان هناك من ذاكرته مثقوبة عندما يتعلق الأمر بمعادلة “جيش، شعب، مقاومة” التي كانت موجودة منذ عام 2014 ولم تعد تذكر في البيانات الوزارية، رغم أنها كانت جزءا أساسيا من التطبيق العملي. هناك من طرح هذه المعادلة للقول إن حزب الله ليس هو فقط من يحرر، بل هناك تعاون بين الجيش والشعب والمقاومة وقد أخذ حزب الله هذه الفكرة بشكل إيجابي، وحولها إلى معادلة شاملة”.
وعن موقف “حزب الله” من إعطاء الثقة لحكومة الرئيس نواف سلام، قال فضل الله: “الحزب سيعبر عن موقفه بوضوح خلال جلسة الثقة في البرلمان، والحكومة الحالية ستنال الثقة لأنها تضم الفرقاء الذين سيعطونها دعمهم”.
اضاف: “بعض الفرقاء الذين اختاروا عدم المشاركة في الحكومة قد يتراجعون عن موقفهم، وسيطلب منهم في النهاية دعم الحكومة، وهو الوضع المعتاد في لبنان، حيث يتخذ بعض الأطراف مواقف علنية تتغير عند تلقي التعليمات. ان الهدف الأساسي للحكومة هو إنجاز الانتخابات في الوقت المحدد وبعد الانتخابات، سيطرح الحديث عن أي قضايا جديدة”.
وأكد أنه “لم يصدر عن حزب الله أي تصريح يتهم الحكومة اللبنانية بالارتهان للولايات المتحدة الأمريكية، وهو شارك في الحكومة رغم محاولات البعض لمنعه من ذلك، فهو ليس حزب سلطة ولا يسعى إلى تحقيق شعبية عبر المشاركة في السلطة بل على العكس، فإن شعبية الحزب هي التي تفرض عليه المشاركة في السلطة ومن خلال هذه المشاركة يعبر عن مصالح فئة واسعة من الشعب اللبناني”.
وأوضح أن “حجم مشاركة حزب الله في الحكومة، الذي يقتصر على خمسة وزراء، هو انعكاس للتمثيل الطائفي في الصيغة اللبنانية وتمثيل الطائفة الشيعية في الحكومة لم يكن يحدث سابقا بنفس الطريقة، حيث كانت الطوائف تتداخل في التمثيل السياسي، وهذا تغير مع مرور الوقت”.
ولفت إلى أن “حزب الله لا يتحمل مسؤولية قرارات الحكومة بالكامل، ولكن دوره يكمن في التأثير الإيجابي على القرارات المتعلقة بمصالح الشعب اللبناني”.
وقال: “الحزب كان ناقش السياسات العامة قبل المشاركة في الحكومة، لكن هناك دائما واقع على الأرض قد يختلف عن المواقف العالية التي تتخذ في البداية والمواقف المعلنة من قبل بعض أعضاء الحكومة قد تتصادم مع الواقع، ولهذا يجب مراقبة المسار العام بعناية ونسعى لجعل شراكته في الحكومة فعالة ومنتجة، وإلى معالجة المشكلات التي يواجهها اللبنانيون من خلال اتخاذ القرارات المناسبة التي تخدم مصالح الشعب”.
وعن عودة الرئيس سعد الحريري و”تيار المستقبل” للعمل السياسي، قال: “اللقاء الذي جرى بين كتلة حزب الله وسعد الحريري كان إيجابيا ووديا، وكانت الأفكار متقاربة حول المرحلة المقبلة وكيفية إدارة البلاد والتعاون بين الأطراف المختلفة. كما تناول اللقاء مرحلة التعاون السابقة في رئاسة الحكومة. لقد كان لقاء بناء وواعدا للمستقبل”.
وفي ما يخص التحالفات الانتخابية، أكد فضل الله أنه “من المبكر الحديث عنها في الوقت الراهن”، مشيرا إلى أن “حزب الله وحركة أمل قادران، من خلال التكامل بينهما، على صنع التحالفات في المستقبل بما يعود بالفائدة على الأطراف الأخرى”.
وعن الوضع في الجنوب، قال: “ان غياب الحكومة عن تقديم الدعم الكبير بالموازاة مع عودة الأهالي إلى الجنوب لم يكن يزعجهم، لكن الحكومة لم تكن على قدر المسؤولية التاريخية تجاه المنطقة، فقد كان بإمكانها التعبير عن دعمها للمواطنين واحتضانهم”.
اضاف: “مسؤولية الدولة اليوم هي أن تتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي وتثبت مصداقيتها أمام شعبها والعالم، حيث أنه لا يوجد هدايا يقدمها الاحتلال، بل يحاول فرض شروطه. ان السيادة اللبنانية لا تتجزأ، ومسؤولية هذا الملف هي بيد الدولة اللبنانية الآن”.
وردا على سؤال عن سلاح المقاومة، قال فضل الله: “هذا السؤال يجب أن يوجه إلى أولئك الذين يعارضون المقاومة وإلى الدولة اللبنانية التي تبدي رغبتها في حماية الأرض. حزب الله لديه قناعات تاريخية واضحة بأن المقاومة هي حاجة وطنية لا يمكن الاستغناء عنها”.
أضاف: “هذا الملف يتعلق بمواقف حزب الله وقيادته، التي تحدد ما يجب فعله في حال وجود ضرورة للرد على الاحتلال. حزب الله لا يجيب عن تساؤلات العدو الإسرائيلي أو يقدم له أي تفسير حول كيفية الرد على اعتداءاته، فالمقاومة تستمر في مهمتها وفقا لمتطلبات الوضع الميداني”.