كتبت زينة طبارة في “الأنباء الكويتية”:
أكد سفير لبنان السابق في واشنطن أنطوان شديد في حديث إلى «الأنباء» ان «التفاؤل بمستقبل لبنان بديهي نظرا إلى وجود العماد جوزف عون على رأس الجمهورية، والى جانبه فريق عمل حكومي غير تقليدي برئاسة القاضي نواف سلام، وفي جعبته مشاريع إصلاحية وانقاذية طال انتظارها. ونظرا إلى ظروف المؤاتية إقليميا ودوليا، تلوح أمام اللبنانيين فسحات أمل مشرقة تبشر بخروج وطنهم من النفق».
وأضاف «انتخاب العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية وتشكيل حكومة استثنائية واعدة، أعادا إلى لبنان الثقتين العربية والدولية به، سيما وان ما جاء في خطاب القسم لرئيس الجمهورية من تعهدات حاسمة، خصوصا لجهة حصرية السلاح وقرار الحرب والسلم بيد الدولة وحدها، وما جاء في البيان الوزاري لحكومة العهد الأولى، بتأكيده على حصرية السلاح بيد الشرعية من مشاريع إصلاحية وانقاذية واعدة، نبه العالم بأسره إلى ان طائر الفينيق اللبناني بدأ بالانتفاض تمهيدا لقيامه من تحت الرماد وتحليقه مجددا في فلك أشقائه العرب، لاسيما الخليجيين منهم الأكثر اهتماما بتعافي لبنان».
وردا على سؤال، قال شديد «دخل لبنان والعالم برمته منذ 20 كانون الثاني الماضي في زمن الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب، الشخصية الأكثر تأثيرا في السياسات الخارجية والداخلية لدول العالم أجمع حتى العظمى منها. وقد غير إبان دخوله إلى البيت الأبيض وحتى قبيل تسلمه زمام الحكم، معادلات سياسية وعسكرية أبرزها ما شهدته منطقة الشرق الأوسط من متغيرات جذرية قلبت موازين القوى رأسا على عقب. من هنا على اللبنانيين استغلال الفرصة للاستفادة من المساعدات العربية والدولية، عبر توظيفهم (المتغيرات) لصالح قيام الدولة الحقيقية، بدءا بتطبيق القرارات الدولية وفي مقدمتها القرار 1701 وملحقاته المدرجة في اتفاقية وقف إطلاق النار».
وتابع «يتكل لبنان لخروجه من النفق على أشقائه العرب قبل اتكاله على أصدقائه من الدول الغربية، لاسيما وان دول مجلس التعاون الخليجي تشكل السند الحقيقي لوقوفه والرئة الاقتصادية له. فالخليج العربي وعلى رغم ما صدر بحقه من قبل بعض الأفرقاء المحليين، لم يتخل عن لبنان في عز أزماته وأوجاعه وآلامه، فكيف بعودته اليوم بقيادة الرئيس جوزف عون إلى الحضن العربي الأمين والدافئ».
وقال في السياق «حكومة العهد الأولى قادرة انطلاقا من الخامة الاستثنائية لرئيسها وأعضائها، ومن قيادة الرئيس العماد جوزف عون للسفينة اللبنانية، على إحداث التغيير المرتجى، على ان تبدأ بترجمة بيانها الوزاري وثقة اللبنانيين بها، من خلال سلة التعيينات والتشكيلات والمناقلات المرتقبة كمدخل إلى الإصلاح الحقيقي والإنقاذ الموعود. والرئيس جوزف عون لن يرضى انطلاقا من شفافيته وحسه الوطني الكبير ومشروعه الإنقاذي، الا بإدارة عامة استثنائية في القطاعات كافة وفي طليعتها القضاء».
وعن مقاربته للقمة العربية الاستثنائية المرتقب انعقادها يوم الثلاثاء المقبل، ختم شديد قائلا «على رغم ان العنوان الرئيسي للقمة هو البحث في تطورات القضية الفلسطينية، وصياغة موقف عربي موحد ردا على المواقف الداعية إلى إخلاء قطاع غزة من سكانه. الا ان القمة لن تنقضي فصولا من دون تأكيد الأشقاء العرب في بيانها الختامي على دعم العهد الجديد في لبنان رئاسة وحكومة، سيما وان الوفد اللبناني الذي سيرأسه فخامة الرئيس جوزف عون، سيشرح بدقة وتمعن الملف اللبناني بكل ما يحتويه من آمال جسام لنهوضه ومن مطبات وحواجز تتطلب المسادنة العربية وتحديدا الخليجية منها لاجتيازها بأمان. ويبقى ان نقول كلمة حق وبصوت عال: لا يدفئ لبنان وفلسطين الا الحضن العربي. ولا يحمي ويبني كل منهما الا السواعد العربية. وهذا ما أكد عليه الرئيس عون أمام الوفد الايراني الذي شارك في تشييع السيد حسن نصرالله، بأن لبنان تعب من حروب الآخرين على أرضه. وهذه رسالة واضحة لطهران بأن لبنان سيد ومستقل ويقرر عن نفسه. ونأمل ازاء هذه الرسالة الوطنية السيادية بامتياز، ان يصغي الايراني جيدا لموقف الرئيس عون، وان يتلقف مضمونه وأبعاده الذي يعكس رأي وإرادة الغالبية الساحقة من الشعب اللبناني».