أمضى ركاب الطائرة اليابانية التي التهمتها النيران بعد حادث تصادم مع طائرة أخرى، 18 دقيقة في إخلاء المقصورة بنجاح، دون أن تعرض أي منهم إلى إصابات خطيرة.
ووصل الركاب البالغ عددهم 367 مسافرا، بالإضافة إلى 12 من أفراد الطاقم، إلى بر الأمان، دون وقوع إصابات خطيرة باستثناء بعض الالتواءات والكدمات، وفق صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.
وكانت الرحلة التي تحمل رقم “جيه إل 516” هادئة منذ إقلاعها، الثلاثاء، من سابورو شمالي اليابان، حتى هبوطها بمطار هانيدا الدولي بالعاصمة طوكيو.
وشكّل اليابانيون العائدون إلى العاصمة بعد زيارة عائلاتهم خلال عطلة رأس السنة الجديدة، نسبةكبيرة من ركاب الطائرة.
وأثناء هبوطها في مدرج مطار هانيدا، اصطدمت طائرة الخطوط الجوية اليابانية بطائرة صغيرة تابعة لخفر السواحل الياباني كانت على نفس المدرج، محملة بالغذاء والماء وإمدادات الإغاثة الأخرى للمنطقة الواقعة على ساحل بحر اليابان، والتي ضربها زلزال هائل في اليوم السابق.
وأسفر الحادث عن مقتل 5 أشخاص كانوا على متن طائرة خفر السواحل، فيما نجا الطيار وحده. وفتحت السلطات اليابانية، الأربعاء، تحقيقا بشأن حادث التصادم.
أظهرت تسجيلات مصورة، طائرة الخطوط اليابانية وهي تتحرّك على المدرج قبل اندلاع النيران والدخان من الجزء السفلي لهيكلها ومن خلفها.
ووثقت مقاطع فيديو انتشرت على منصة “إكس”، ركاب الطائرة وهم ينزلون على مزلاق الطوارئ، فيما اندلعت النيران من القسم الخلفي للطائرة.
وعلى الرغم من أن الجزء الخلفي من طائرة إيرباص “إيه 350-900” التابعة للخطوط الجوية اليابانية كان مشتعلا، فإن الحريق لم ينتشر إلى داخل الطائرة إلا بعد دقائق، بحسب الصحيفة الأميركية.
وتعليقا على عملية الإخلاء الناجحة، قال المتحدث باسم الخطوط الجوية اليابانية، ياسو نوماهاتا: “نعتقد أنها كانت نتيجة لتوفير التدريب وتحديث المعرفة كل عام”.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، فإنه خلال الدقائق التي تلت اندلاع ألسنة اللهب في الطائرة، ظل “النظام قائما”.
وذكرت الصحيفة أن هناك مجموعة من العوامل التي ساعدت فيما وصفه الكثيرون بـ”المعجزة”، بما في ذلك وجود طاقم مدرب جيدا وطيار مخضرم يتمتع بخبرة 12 ألف ساعة طيران، وربما كان الغياب النسبي للذعر على متن الطائرة أثناء إجراءات الطوارئ هو الذي ساعد أكثر من غيره.
وقال أروتو إيواما، وهو أحد ركاب الطائرة في مقابلة مع صحيفة “غارديان” البريطانية: “على الرغم من أنني سمعت صراخا، فإن معظم الناس كانوا هادئين ولم يتحركوا من مقاعدهم، بل ظلوا جالسين وينتظرون. لهذا السبب أعتقد أننا تمكنا من الهروب بسلاسة”.
واتفق أنطون ديبي، وهو راكب يبلغ من العمر 17 عاما من السويد، مع هذا ذلك الرأي، قائلا: “يمكن أن نرى في أعين الناس أنهم كانوا خائفين”، مضيفا: “لم يتقدم أحد لإنقاذ نفسه. الجميع كان ينتظر التعليمات”، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”.
ووصف ديبي طاقم الطائرة بأنهم “محترفون للغاية”.