في شهر رمضان، تتاح لنا فرصة مثالية لإعادة تنظيم عاداتنا الغذائية وتخليص أجسامنا من السموم. لكن، للأسف، هناك سلوكيات غذائية شائعة قد تجعل الصيام بلا جدوى وتؤدي إلى زيادة الوزن بدلاً من فقدانه.
توضح اختصاصية التغذية آية ممدوح، في تصريحاتها لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “حوالي 85% من الأشخاص لا يستفيدون من الصيام كما يجب، بل يحولونه إلى فرصة لاستهلاك كميات كبيرة من الطعام غير الصحي”.
وتضيف أن الصيام في الأساس هو “ديتوكس” للجسم وفرصة لإعادة تشغيل وظائفه بشكل صحي، ولكن بعض العادات السيئة تفسد ذلك.
أبرز هذه العادات تبدأ عند الإفطار، حيث يعتاد الكثيرون على كسر الصيام بعصائر محلاة. وتشير ممدوح إلى أن “تناول العصائر عند الإفطار يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستوى السكر في الدم، مما يسبب خمولا سريعا ويزيد من الشعور بالجوع بعد وقت قصير”.
تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة
من الأخطاء الشائعة الأخرى تناول وجبة الإفطار دفعة واحدة وبكميات كبيرة. تؤكد ممدوح أن “المعدة تكون في حالة راحة طوال اليوم، لذا فإن تحميلها بوجبة ثقيلة فجأة يمكن أن يؤدي إلى مشكلات في الهضم”.
وتوصي بأن يتم الإفطار تدريجيا، فتبدأ الوجبة بكوب ماء و3 تمرات على الأكثر، ثم يتم التمهل وأداء الصلاة قبل تناول الوجبة الرئيسية. وتشدد على أهمية البدء بالبروتينات مثل اللحوم الخالية من الدهون أو الدجاج أو الأسماك، قبل الانتقال إلى النشويات.
المقالي والدهون المفرطة.. العدو الأول للصحة
تعد الأطعمة المقلية والدهون المشبعة من أبرز مسببات زيادة الوزن خلال رمضان. وتحذر ممدوح من “الإفراط في تناول المقالي لأنها تحتوي على زيوت مهدرجة تؤدي إلى مشكلات في القلب وزيادة الوزن بشكل سريع”.
وتوصي باستخدام طرق طهي صحية، مثل الشوي أو الطهي في القلاية الهوائية، كبديل للقلي التقليدي.
السحور الثقيل والنوم بعده مباشرة
تعد وجبة السحور من العوامل المهمة للحفاظ على النشاط خلال ساعات الصيام، ولكن تناول كميات كبيرة من الأطعمة الثقيلة في هذا الوقت يؤدي إلى مشاكل صحية.
وتقول ممدوح إن “الإفراط في تناول الخبز والأرز والمعجنات في السحور يؤدي إلى ارتفاع السكر في الدم، ما يتسبب في الشعور بالجوع سريعًا بعد بدء الصيام”.
وتنصح باختيار السحور الغني بالبروتين، مثل البيض أو الزبادي أو الجبن قليل الدسم، وتجنب النوم مباشرة بعد الأكل حتى لا يؤدي ذلك إلى مشاكل في الهضم.
الخطة الغذائية الصحيحة خلال رمضان
ولتفادي هذه العادات الضارة، توصي ممدوح بوضع خطة غذائية متوازنة. وتقترح “تحديد الوجبات مسبقًا لتجنب العشوائية في تناول الطعام، والتركيز على الأطعمة الصحية التي تمنح الجسم الطاقة دون زيادة الوزن”.
كما تؤكد على ضرورة “استبدال الحلويات التقليدية بنسخ صحية منها، مثل الكنافة المصنوعة من دقيق اللوز بدلاً من الدقيق الأبيض”، مشيرة إلى أن “توفر البدائل الصحية يجعل من السهل التمتع بالمذاق اللذيذ دون أضرار على الصحة”.
الاعتدال هو الحل
في النهاية، فإن الصيام فرصة ذهبية لتحسين العادات الغذائية، لكن تحقيق الفائدة القصوى يتطلب اعتدالًا في تناول الطعام واختيار الأصناف الصحية. من خلال تجنب السكريات المكررة، والدهون المشبعة، وتناول الطعام بشكل تدريجي، يمكن للجميع الاستفادة من هذا الشهر الفضيل بطريقة صحية ومتوازنة. (سكاي نيوز)