كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
هل ستندلع الحرب جنوباً من جديد، بعد اندلاعها مجدداً في غزة؟ سؤال شغل بال الجنوبيين وأبدوا تخوفاً من الأمر، وراحوا يترقبون تطورات الأوضاع في غزة، خشية أن تندلع فجأة الحرب على لبنان، كما حصل في غزة.
“معقول تجي الحرب؟ وين بدنا نتهجر؟ لوين بدنا نروح؟”. رافقت هذه الأسئلة الناس في أحاديثهم وأعمالهم، حتى أن بعضهم قرر التزود بالمؤن وادخار بعض الأموال مخافة أن تقع الحرب على حين غفلة.
تقول المواطنة شيرين: “لم نخرج من تداعيات الحرب بعد، بل ما زلنا في خضمّها”. وتخشى، بينما تتابع تطورات الأحداث في غزة، ليس اندلاع الحرب الأوسع بل في تداعياتها النفسية والاقتصادية، قائلة: “ضقنا ذرعاً من الحرب الأولى. ما زلت أتابع ابني عند معالج نفسي. وإذا اندلعت الحرب مجدداً فهذا يعني دماراً نفسياً شاملاً”.
يوماً بعد آخر، يزداد أبناء القرى الجنوبية اقتناعاً أن الأمور تتجه نحو الأسوأ، فهم لم يشعروا أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ، وباتت الغارات اليومية لصيقة بيومياتهم، والطائرات التجسسية من نوع هرمز رفيقة سيرهم وتنقلاتهم، حتى أنها عادة ما تكون منخفضة جداً. وتختصر جوانا واقعها: «بتنا مراقبين على الدوام، لا نعرف متى تسقط الغارة ولا أين. ننام على غارات هنا ونستيقظ على اغتيالات هناك، لم تعد حياتنا حياة، واليوم أضيفت إلى قلقنا عودة الحرب”.
“أكثر من يشعر بالقلق هم أصحاب المصالح الذين تكبدوا خسائر بملايين الدولارات، ولم يحصلوا بعد على أي تعويض. بالنسبة لهم، لا تعني الحرب فقط نهاية مصالحهم، بل دماراً شاملاً لها، ما يعيدهم، وفقاً ليوسف، “30 سنة إلى الوراء، أي إلى ما دون نقطة الصفر”، ويضيف: “لم نتمكن بعد من تجاوز تداعيات الحرب الأخيرة والخسائر التي أصابتنا، حتى وجدنا أنفسنا مجدداً نعيش فوبيا الحرب”.
ويقول أبو إبراهيم، الذي رمم مصلحته مؤخراً: “أعدت تأهيل محلي لبيع الزيوت، دفعت آلاف الدولارات، إذا تجددت الحرب ودمر محلي من جديد سأموت، لن نحتمل خسائر جديدة”.
مع مرور أربعة أشهر ونيف على وقف إطلاق النار، ما زال أصحاب المصالح والمحال التجارية ينتظرون التعويض لتجديد مصالحهم وأعمالهم، لم ينسوا بعد حجم الكارثة التي حلت عليهم، ويواصلون مطالبتهم الدولة بالتعويض عليهم، وأضيف اليوم إلى مخاوفهم إحتمال وقوع حرب أكثر ضرواة.
ويسري الأمر على طلاب المدارس ممن يخشون خسارة عامهم الدراسي، فاشتعال الحرب في هذا التوقيت يعني نهاية العام، وهم في الأصل عادوا إلى الدراسة متأخرين.