كتب يوسف فارس في “المركزية”: يشي التدمير الإسرائيلي الممنهج لقرى الجنوب والبقاع الشرقي والضاحية الجنوبية لبيروت ان اهداف الحرب لا تتعلق بعودة سكان المستعمرات الشمالية الى منازلهم وتوفير الامن لهم بعد ابعاد عناصر حزب الله بضعة كيلومترات عن الحدود . انما تمتد الى توفير الأرضية العسكرية والدبلوماسية للقضاء على حزب الله وتحويله الى حزب سياسي وفرض تسليمه سلاحه بالقوة وتحت النار ، خصوصا وان الفرصة اليوم متاحة امام إسرائيل للانقضاض على الحزب وتصفيته عسكريا بعدما أقدمت على اغتيال قادته وتحديدا امينه العام السيد حسن نصرالله وتقييد حركة مجاهديه وتهجير بيئته الحاضنة وتسوية معقله في الضاحية والبقاع والجنوب بالأرض، ومنع المهجرين من العودة قبل تنفيذ هذا المخطط والرامي أيضا الى تحضير الأرضية لفتن مذهبية داخلية وان امكن لاصطدام الجيش اللبناني مع الحزب تحت عنوان سحب سلاحه وتطبيق القرارات الدولية .علما ان ثلاث دول أساسية هي اميركا وبريطانيا وفرنسا أبدت تأييدا كاملا لمنح الجيش اللبناني الصلاحية الكاملة للسيطرة على لبنان واخضاعه للحكم العسكري مع تكفلها بتسليحه وتمويله . وتخيير حزب الله بين تسليم سلاحه للجيش بالقوة او اخضاع لبنان للوصاية الدولية والفصل السابع . الوزير السابق فارس بويز اذ يستبعد اخضاع لبنان للحكم العسكري والوصاية الدولية يؤكد لـ “المركزية ” ان مشاريع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اكبر مما يعتقده البعض ،فهي ذات ابعاد استراتيجية يسعى الى الإمساك بالورقة اللبنانية بالكامل من خلال دخوله البري الى لبنان والوصول الى بيروت بعد تدمير القدرات العسكرية لحزب الله والاستثمار على ورقة النازحين وتداعياتها لخلق الفتن بين المكونات اللبنانية وما ذلك كله الا من اجل : أولا : نسف المفاوضات الأميركية – الايرانية والقضاء على اذرعها في لبنان وسوريا والعراق . ثانيا :الغاء كل طرح او حتى فكرة بإقامة دولة فلسطينية او ما يعرف بحل الدولتين بعد تدميره الكامل لغزة. ثالثا: فرض نوع من التطبيع والسلام الشامل مع لبنان متجاوزا القرارات الدولية واخرها 1559و1701. جدير ان اميركا اليوم المنصرفة لانتخاباتها الرئاسية لن تكون قادرة على لجم طموحات نتنياهو، علما ان الحزبين الجمهوري والديموقراطي راهنا بحاجة لإسرائيل ولاصوات اليهود اكثر من أي يوم مضى . ويختم لافتا الى ان لبنان يحتاج الى مزيد من الوعي وتعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة المشاريع البغيضة المعدة له والفتن الداخلية المحاكة إسرائيليا ليكون غير قادر على رفض الشروط التي سيفرضها نتنياهو عليه بعد انهاكه .
جميع الحقوق محفوظة لموقع نافذة العرب © 2016-2023