كشفت مصادر ديبلوماسية، أنّ العقدة الأساسية التي حالت دون وصول مؤتمر باريس إلى النتائج المتوخاة في دعم لبنان سياسياً، هي تمسّك واشنطن بشرطها المتمثل بضرورة استجابة الحكومة اللبنانية بالتسوية السياسية التي تطرحها لوقف الحرب، والتي تستند إلى إعلانها الموافقة على تطبيق القرارات الدولية، وتحديداً الـ 1701 والـ1559 والـ1680. وفي هذا الشأن، يتباين الأميركيون في الموقف مع باريس التي تشاركهم التمّسك بالقرارات الدولية، لكنها تبدي تفهماً أكبر للتصور اللبناني للتسوية، وتستعجل وقف الحرب خوفاً من تداعياتها الخطرة على لبنان واستقراره المجتمعي في مراحل مقبلة. وتقول المصادر، لـ”الجمهورية”، إنّ موقف واشنطن يوحي عملياً بأنّها مستمرة في سياسة الحصار والعقوبات على “حزب الله”، وانّها تراهن على أنّ الحرب الدائرة حالياً ستدفعه إلى أن يبدّل مواقفه ويلتزم الشروط المطلوبة. وحينذاك، تصبح ممكنة إعادة النظر في هذه السياسة. وكان “المؤتمر الدولي لدعم لبنان وسيادته” الذي انعقد امس في قصر المؤتمرات التابع لوزارة الخارجية في الدائرة 15 بمبادرة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، جمع أكثر من 800 مليون دولار من المساعدة الإنسانية و200 مليون دولار لمساعدة الجيش.
جميع الحقوق محفوظة لموقع نافذة العرب © 2016-2023