كتبت يولا هاشم في “المركزية”:
تتصاعد وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية يوماً بعد يوم على لبنان، وآخرها استهداف مراكز في قرى بقاعية، ظهر اليوم، بعد 4 غارات استهدفت ليل أمس بعلبك، وأدّت الى سقوط مدنيين بين قتيل وجريح.
ترافق هذا التصعيد العسكري مع تصعيد كلامي، حيث هددت اسرائيل باجتياح لبنان وشنّ حرب بريّة، وقامت بمناورات وتدريبات تحاكي الحرب على لبنان، حتى ان وزير الأمن القومي الإسرائيلي دعا وزير الدفاع لـ”بدء الحرب على لبنان فوراً” . فهل نحن على أبواب حرب شاملة؟
العميد بسام ياسين يستبعد الهجوم البري على لبنان، ويشير لـ”المركزية” إلى “العدوان البري على جنوب لبنان ليس بالموضوع السهل، كما ان اسرائيل غير قادرة على شنّه، إذ ان كل عمل يحتاج الى هدف وتحديد السقف والفترة الزمنية، ويليها السؤال: “ماذا بعد؟”، كل هذه العناصر غير واضحة حتى الآن، وغير متوافرة، أولا محاور التقدم محدودة ومقيدة، وثانياً إمكانية ايقاع إصابات كبيرة في صفوف الاسرائيليين واردة جداً، وثالثاً سهولة منع اسرائيل من التقدم والوصول الى أهدافها. وبالتالي، لا أرى اكثر من هجمات جوية كثيفة وضربات وتبادل نيران مدفعية، حتى الساعة”.
ويضع ياسين “كل هذا ضمن خانة التهويل وتوجيه الرسائل، تماما كما كان حزب الله يقول بأنه سيذهب الى الجليل وسيحتله مع مجموعة الرضوان، الامر نفسه ينطبق على اسرائيل عندما تقول بأنها ستشن عدوانا بريا على لبنان وتجتاح مناطقه ومدنه. لبنان اليوم يختلف عن العام 1982، عندما كانت فقط المقاومة الفلسطينية تقف في وجه اسرائيل، ومعظم قادتها كانوا عملاء لتل أبيب. اليوم نحن في جو مختلف تماماً، فإلى جانب المقاومة الاسلامية -حزب الله، هناك مقاومة شعبية، وكل لبناني لديه سلاح في منزله، سيحمله وينزل الى الجبهة إذا فكّر الاسرائيلي في الدخول الى لبنان. الارضية ليست جاهزة لتقبل دخول الاسرائيليين . لن يسمح اللبنانيون بذلك، حتى من هم ضد المقاومة الاسلامية. اذا، استبعد وجود عدوان بري، خاصة اذا ما طرحنا تساؤلات حول مدى أفقه وعمقه ومدّته وماذا بعد. هذه الاسئلة الاربعة ما زالت غير واضحة”.
وعن طرح الموفد الاميركي آموس هوكشتاين تراجع حزب الله 7 كلم عن الحدود ورفضه الحديث عن مزارع شبعا، يجيب ياسين: “لا حديث مع هوكشتاين او غيره قبل ان ينتهي موضوع غزة ويظهر الحل النهائي. لا يظنن أحد ان لبنان غير مرتبط بغزة، لأننا شئنا ام أبينا نحن مرتبطون بها، لأن بمجرد الفصل يصبح مشروعنا وحيدا وبإمكان الاسرائيلي الضغط علينا أكثر. هناك فرق عند التفاوض بين الجبهة الواحدة او الجبهتين. موضوع الحل النهائي مع اسرائيل يجب ان يكون متكاملا، ويختلف الامر بين التوصل الى هدنة او الى وقف إطلاق نار أو الى تسوية يمكن ان تكون عسكرية او سياسية. الامر يختلف بحسب الهدف الذي نريد الوصول إليه”.
ويؤكد ياسين ان “لا احد، يمكنه فصل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الماري عن باقي النقاط الخلافية التي على أساسها المقاومة موجودة “. ويسأل: اسرائيل تريد إبعاد المقاومة مسافة 7 كلم عن الحدود، لكن من اي حدود تبدأ هذه الكيلومترات؟ هل تعتبر مزارع شبعا لبنانية ام لا؟ هل سيبتعد 7 كلم ايضا عن مزارع شبعا الى الخلف؟ هذا كله يحتاج الى نقاش وعمل دؤوب. ومن ثم إذا سلمنا جدلاً ان حزب الله ابتعد 7 كلم، لكن العناصر التي تستشهد هي من أبناء القرى الجنوبية الموجودين على الجبهة. الشعب كله يحمل السلاح، حتى من يعيش في بيروت. فكيف يمكن إبعاد أبناء القرى عن بلداتهم وعائلاتهم وهم في الاصل مسلحون وموجودون؟
ويتابع: “عندما تم إصدار القرار 1701 عام 2006 لم يكن لحزب الله اي ظهور مسلح على كل الليطاني، بل فقط غطاء لجمعية “أخضر بلا حدود” التي كانت موجودة هناك للمراقبة. كان حزب الله متواجدا لكن غير مسلح، لكن هذا لا يعني الا يكون في الاصل مجهزا. ويبقى السؤال، هل ستمنع اسرائيل في المقابل المستوطنين على حدودها الشمالية مع لبنان من حمل السلاح على مسافة 7 كلم أيضاً؟ لماذا فقط كل الامور من لبنان؟”
ويختم: “الامور غير واضحة حتى الساعة، لكن لا ارى ان هناك حرباً شاملة او حرباً برية بل توسيع للضربات وللضغط بانتظار الحل النهائي لغزة ويستتبعه وقف إطلاق نار على الجبهة اللبنانية ليس أكثر، لا تسوية سياسية ولا غيرها قبل ان تنتهي المسائل في المنطقة ككل”.
عذراً التعليقات مغلقة