كتب الان سركيس في “نداء الوطن”:
يستمرّ الجيش الإسرائيلي في توغّله داخل قطاع غزة مخلّفاً مئات الضحايا ودماراً هائلاً. ولا توجد خطة طوارئ لدى دول المنطقة والمجتمع الدولي لمواجهة الحرب المدمّرة. والأكيد حتى الساعة عجز محور «الممانعة» عن خوض حرب شاملة.
من جهته، يترقّب لبنان مسار الحرب وإمكان أن يُجرّ إليها وسط خوف من النتائج الكارثية التي ستحلّ به. ولم تُبادر مصر أو سوريا أو إيران إلى فتح الجبهات. ويدفع لبنان الثمن الأغلى للصراع العربي- الإسرائيلي منذ عام 1948، ووصل به الأمر نتيجة الحروب والأزمات والفساد إلى حدّ تهديد كيان الدولة بالزوال.
وليس هناك من وضع أسوأ من وضع لبنان اليوم، فرئاسة الجمهورية فارغة، والحكومة تُصرّف الأعمال، والمراكز الأساسية في الدولة فارغة أو مهدّدة بالفراغ، كما في قيادة الجيش. ووسط كلّ ما يجري فإنّ كلام رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية على انتصار «حماس» وقربه من الرئاسة إذا تحقّق الفوز المنشود، أعاد تسليط الضوء على مسألة انتخاب رئيس الجمهورية.
واستكمل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سلسلة مناشداته لكي يُنتخب رئيسٌ في هذا الزمن البائس. وطغى اللقاء الذي جمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي على هامش القمة العربية الإسلامية المشتركة المنعقدة في الرياض، على الأحداث السياسية في المنطقة.
وإذا وُضعت الأحداث في الميزان، يدخل ملف رئاسة الجمهورية في آخر اهتمامات الدول الإقليمية، وحتى قوى الداخل. وما يطغى حالياً هو صوت الحرب والرصاص والمسيّرات.
عذراً التعليقات مغلقة