كتبت لورا يمين في “المركزية”:
في ختام زيارة أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الصباح إلى المملكة ولقائه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، صدر بيان مشترك سعودي كويتي، طرح نقاطا عدة حول تطوير العلاقات بين البلدين وأكد على أن حقل الدرة يقع في المناطق البحرية للكويت.
في السياق، أكد الجانبان على ما ورد في البيان الصادر سابقا عنهما والمتضمن تأكيد المملكة العربية السعودية ودولة الكويت على أن حقل الدرة يقع بأكمله في المناطق البحرية لدولة الكويت، وأن ملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المقسومة، بما فيها حقل الدرة بكامله، هي ملكية مشتركة بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت فقط، ولهما وحدهما كامل الحقوق لاستغلال الثروات في تلك المنطقة، والتأكيد على الرفض القاطع لأي ادعاءات بوجود حقوق لأي طرف آخر في هذا الحقل أو المنطقة المغمورة المقسومة”. وجددت السعودية والكويت “دعواتهما السابقة والمتكررة للجمهورية الإسلامية الإيرانية للتفاوض حول الحد الشرقي للمنطقة المغمورة المقسومة مع المملكة العربية السعودية ودولة الكويت كطرف تفاوضي واحد، والجمهورية الإسلامية الإيرانية كطرف آخر وفقاً لأحكام القانون الدولي”.
اثر هذا الموقف الثنائي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن طهران ترى أنه يمكن التوصل إلى اتفاق حول قضية حقل “الدرة” في جو من التعاون والتفاعل البناء، واحترام مصالح الأطراف المعنية. وأوضح مساء الأربعاء، ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة للعمل في إطار نتائج المفاوضات السابقة مع الكويت بشأن استغلال الموارد الهيدروكربونية المشتركة في حقل “الدرة” وترسيم الحدود البحرية، لمواصلة المفاوضات الثنائية مع الكويت، مثلما تم التأكيد عليه في الجولة الأخيرة من المفاوضات في آذار الماضي في طهران”. وقال “إن إطلاق الادعاءات أحادية الجانب في مختلف البيانات ووسائل الإعلام، لا يوفر جوا مناسبا لإدارة القضية والدفع بها على أساس المنافع والمصالح المشتركة”.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن مواقف ايران الكلامية تجاه حل الخلاف حول “ملكية الدرة”، لا تعكس حقيقة نظرتها الى هذه القضية. فقد اثيرت هذه القضية منذ اشهر، اثر تلويح طهران بالبدء بالتنقيب من دون اتفاق مسبق مع الكويت في الحقل ذات الملكية الخلافية. وليست اثارة الكويت والرياض هذا الملف من جديد، الا خير دليل على تشدد ايراني في التعاطي مع مسألة الملكية في المحادثات التي حصلت حولها في الاشهر المنصرمة، كما ان الانتقاد الضمني الذي وجهه كنعاني الى بيان “الرياض والكويت” يؤشر الى انها غير راضية عن مضمونه! ووفق المصادر، قد يؤثر هذا السلوك سلبا على مسار التطبيع والتعاون الذي انطلق بين الدول الخليجية وطهران، اثر توقيع السعودية اتفاق بكين مع ايران.. والتحذير المشترك الذي وجه اليها من المملكة والكويت، يُعتبر مثابة تنبيه الى مغبة مضيها قدما في هذا الاداء… فهل تلتقط الرسالة؟
عذراً التعليقات مغلقة